Discussion about this post

User's avatar
صَـدَى..ℒ𝒾𝓀ℯ 𝒶𝓃 ℯ𝒸ℎℴ's avatar

يا لارا،

كم كنتُ ممتنّة وأنا أتبع كلماتك كما لو أنني أتلمّس طريقًا داخل متاهة من الضوء والظل، متاهة لا يقودنا فيها سوى إدراكٍ هشٍ نرتديه كعدسة نُعاين بها العالم – لا كما هو، بل كما نشعره!

تبدأين مقالك بدعوةٍ غير اعتيادية: أن نشعر بأقدامنا على الأرض، كأنك تهمسين لنا بأن الرحلة هذه المرّة ليست إلى الخارج، بل إلى الداخل...ومن هناك، من بين جدران غرفتك التي رسمتها بالكلمات، تبدأين كشف الحجاب عن أعقد ما فينا "إدراكنا"

نعم، إدراكنا الذي نثق به كما لو كان يقينًا، بينما هو – فيزيائيًا – لا يتعدى تفسيرًا عصبيًا متحيزًا للذبذبات والموجات..ذكّرتني بميكانيكا الكم، حيث تتغير طبيعة الجسيم بمجرد أن نراقبه، وكأن في إدراكنا تدخلًا فاعلًا في الواقع، لا رصدًا بريئًا له.. ألسنا إذًا نحن – كما أشرتِ – من يصوغ العالم، كما يصوغ الفنان لوحته من ظلال الداخل لا من نور الخارج؟

وفي اختلاف العوالم بين الأفراد، فتحتِ بابًا عميقًا: أن صراعاتنا ليست فقط خلافات فكرية، بل تصادم بين حقائق مُشكّلة...كأن كل عقل يسكن كونًا صغيرًا، له قوانينه، جذوره، وسماؤه الخاصة!

لكن ما أثارني – وأرغب أن أناقشك فيه – هو:

هل يحق لكل إدراكٍ أن يُعامل كحقيقة؟ وإن كان لكل منا واقعه، فكيف نبني “جسرًا موضوعيًا” دون أن ندّعي امتلاك الحقيقة أو ننزلق إلى فوضى النسبية المطلقة؟

أراكِ تُشيرين إلى التواضع العصبي كقيمة جديدة، وهذا جميل – بل ضروري – لكن هل يكفي التواضع في عالم تتكاثر فيه “الحقائق” حتى تتقاطع وتتناقض؟ ماذا لو أن إدراكًا ما، كُوِّن على أسس عنف أو جهل أو إقصاء؟ هل نُجاريه احترامًا لاختلافه، أم نملك – ولو من زاوية الفيزياء الأخلاقية – أن نحتكم إلى “قيمة” تتجاوز الإدراك؟

أحببتُ كثيرًا تشبيهك للطاولة، فكما أن لونها وملمسها وتفاصيلها لا تنتمي لها بل لنا – فإن معتقداتنا قد لا تنتمي للحقيقة بل لأدمغتنا..

لكن لو امتلكتِ القدرة أن تخلعي عدسات الإدراك كلها – هل ترين أن شيئًا ما سيبقى؟ أم أننا نحن، فعلًا، ما ندركه فقط؟

لقد كتبتِ مقال لا يُقرأ فقط، بل يُعاد إدراكه!!

عبير~

Expand full comment
Khelil Yasser's avatar

طريقتك في طرح موضوع صعب مثل هذا جميلة جدا 🙏

Expand full comment
40 more comments...

No posts